تدمير وحرق المدن في بلاد الرافدين (2800 – 539ق.م)

الملخص

     نشأت في بلاد الرافدين العديد من الحضارات منها الحضارة السومرية والحضارة الاكدية والحضارة البابلية والحضارة الاشورية وغيرها من الحضارات الأخرى وكان من أهم سمات تلك الحضارات هو الابداع والتفوق في مجال البناء والعمران بمختلف اشكاله وأنواعه مثل بناء القصور والمعابد والبيوت والمخازن والاسوار والحصون حتى وصل الحال الى بناء مدن كاملة تتوفر فيها جميع مستلزمات الإدارة والسكن والعبادة والاحتفالات، ومن أشهر المدن التي بناها وشيدها سكان بلاد الرافدين هي مدن "الوركاء" و"أور" و "لجش" و "نفر" و "كيش" و"بابل" و"آشور" و "ونينوى" و"كالح" وغيرها الكثير من المدن الأخرى المنتشرة على طول خارطة بلاد الرافدين. لكن تلك المدن تعرضت منذ لحظة انشأها وبنائها الى التدمير والخراب والحرق بسبب الصراع على المصالح والرغبة الجامحة لدى بعض ملوك العراق القديم في السيطرة ومد النفوذ على حساب المدن والاقاليم المجاورة داخل او خارج بلاد الرافدين لذلك فقد عانت مدن بلاد الرافدين من حالة التدمير والخراب والحرق المستمر على طول تاريخها لكن سكانها كانوا يقاومون ويعملون على إعادة بنائها من جديد.

      وقد تضمن هذا البحث ستة محاور تناولت تدمير وحرق المدن في بلاد الرافدين منذ عصر دويلات المدن السومرية (2800 – 2370 ق.م) وحتى نهاية عصر الدولة البابلية الحديثة (612 – 539 ق.م).