الجهود المبكرة وآليات النقد عند إحسان عباس

الملخص

  إن من الصعوبة بمكان الاحاطة بنتاج ناقد فذ شغل دور الكتب، ومظان الباحثين بمؤلفاته ذات المضمون المعرفي والنقدي.   فهو بحق شيخ النقاد المعاصرين.   بما توافر لديه من ملكة نقدية، وذوق رفيع،  وخبرة رصينة.  وموهبة يستشرفها القارئ ما إن يتسنى له الاطلاع على جزء يسير من نتاجه الضخم.   ولهذا سوف تشرع هذه الدراسة بتناول أهم الآليات التي اتكأ عليها الدكتور إحسان عباس في خطابه النقدي.  وهي آليات تستمد نسغها من معطيات معرفية وفلسفية مختلفة يؤطرها الجانب الذوقي الذي تمتع به هذا الناقد الشاعر المرهف الحس ذو النزعة الحوارية مع نصوصه المنتقاة بعد أن تكأده البحث الطويل كما يحاور صديقٌ صديقه ويغوص بها كما يغوص النورس في مياه البحر ليلتقط جذوة النص- إن صح هذا الوصف-ولا أغالي إذا قلت:  إنه الشاعر المفطور بالنقد والناقد المفطور بالشعر.  وهو كاتب لم يجف نسغ قلمه ولم يعتريه الصدأ الى أن وافاه الاجل.  ولهذا سعت هذه الدراسة للكشف عن الجهود المبكرة لهذا الناقد مع الآليات التي استند إليها في نقوده.