عناصر الفكر في مسرحية بجماليون لتوفيق الحكيم

المؤلفون

  • م . د . وسيم عبد الأمير درويش

الملخص

الفكرُ عنصرٌ أصيلٌ من عناصر العمل الأدبي، إلى جانب : الأسلوب ، والعاطفة ، والخيال.. وكل أثر أدبي لاينزل منازل الخلود ، ولايكسب الرهان ضد الزمن  ، إلا إذا وهبه مبدعه ( فكراً) يميزه ، ويعالج فيه مشكلة من مشاكل الإنسان .

  إن مدار هذا البحث يعتمد في جوهره على  تلك الأفكار التي جسدها توفيق الحكيم في عمله المسرحي ، وجاءت على هيئة صورة من صور التعارض الشديد بين الفن و الحياة ..!

إن أصل الإشكال في المسرحية معتمدٌ على طرح السؤال الآتي: أيّهما أشد أهمية بالنسبة إلى الإنسان الفن أم الحياة ؟ ولاشك أن الإجابة في المسرحية كانت قاضية بأفضليّة الفن على الحياة .

لقد كان مسعى توفيق الحكيم أقرب إلى بناء عالم يمثل نواة مصغرة للفنان الباحث عن حكمة الجمال والوجود ، وقد وجد الصراع الفكري عنده على طريقة الرمزيين ، و يمكن أن يلمس القارئ بوضوح ، براعته في رصد الدوافع النفسية عبر الحوار الخاص على لسان كل شخصية وعلى الأخص ماكان يموج في تفكير بجماليون الذي نال عناية الكاتب بشكل كبير. وربما امتزجت الشخصيتين معاً ، واندس الحكيم تحت جلد بجماليون ، فنطق بجماليون بلسان الحكيم ، وفكره ، وقلبه.

 ولتعليل هذه الظاهرة توصل البحث إلى : أن تأثير التيار الثقافي الغربي في فكر الحكيم وذوقه كان من القوة بمكان  ؛ إذ دفعه للخوض في التجريب ، وأثمر ذلك  الإخلاص لمبدأ : (الفن للفن) .

 إن انتقاء الحكيم لهذا المبدأ يتضح في اختياره لموضوع مسرحيته ، التي يمكن القول عنها إنها تمجّد الفن ، إنها تعالج قضية بعيدة كل البعد عن هموم المجتمع ، إنها قضية ذات صبغة فردية بامتياز ، ينتخبها وينتجها عقل مُترف يُعلي من قيمة الفن لذاته ، مع أنه يطل على مجتمع مصري تتجاذبه المشكلات من كل جانب .

                                                  

لقد ناسب هذا المبدأ توفيق الحكيم بشكل خاص ، انسجاماً مع طبيعته وثقافته ، وبوسع القارئ ملامسة ذلك بالعودة إلى أعماله ، وسيكون عمل بجماليون خير دليل على ذلك .

التنزيلات

منشور

2025-01-26

إصدار

القسم

Articles