في (الجهة)، وفي التخصيص وتجلّياته
الملخص
(الجهة) في الأصل مصطلح منطقيّ، كُيّف في الدرس اللسانيّ ليوائم بيئةً أخرى تعتني بالخطاب وأطرافه، على أنّ المدار قبل هذا كان حول الجملة مظنّة التركيب: ما هو أصل فيها وما يزيد عليه. وشرع سيبويه من الإسناد أصلاً للتركيب بطرفيه: المسند والمسند إليه، كما كان الأصل في المنطق القضيّة بطرفيها: الموضوع والمحمول، إذ كان منتمى الجهة واحداً هو التركيب، فلم تكن الجهة مبحثاً للمنطق خالصاً، إذ ثبت رسوخ النحو فيها. وإذا كان همّ المنطقيّ في الجهة هو النظر في كيفيّة نسبة المحمول إلى الموضوع بحسب معاني الضرورة والإمكان والامتناع، فقد نظر سيبويه في معانٍ تقيّد علاقة الإسناد، إذ تتجلّى في ألفاظ (دوالّ) خارج أصل الإسناد، وهي معانٍ تفهم من الإسناد نفسه، فيدلّ عليها لفظه أو يقتضيها معناه. فهذه تجلّيات لأنّها ظهرت بعد أن كانت احتمالات، وهي مخصِّصات لأنّها تقيّد عموم هذه المعاني. وفي البحث بيان لجهيّة التجلّيات يسبقه تتبّع للمصطلح وبيان لأثره في التخصيص، من اللغة والترجمة حتّى المنطق واللسانيّات.