السياق الثقافي والتخيلي عبر (السرد والوصف) في رباعية الخسوف لإبراهيم الكوني

المؤلفون

  • أ.مشارك. د. سردارِ اصلاني
  • الباحث. كفاح عبد نصيف جاسم العكايشي

الملخص

     لقد أمكن النّقد الثّقافي أن نعمل على دراسة أبعاد النّص، في رباعيّة الخسوف فكانت الأنساق الثّقافية تتيح لنا النفوذ بين طياتها، ولكن أكثر ما أعاننا في ذلك هو عمليّة الكشف عن المؤثرات التي تضمنتها الرباعية من مؤثرات تاريخيّة وسياسيّة واجتماعية ونلحظ أن العالم السحري في الروايات الرباعية لإبراهيم الكوني قد تم تأسيسها على أساس ركيزة الخصائص السردية الظاهرة في النص، وكانت هذه الدعائم وهمية خيالية تأخذ بعدين الأول واقعي والآخر سحري. لقد قامت القاعدة السحرية بتشكيل إطار السرد. لحد كيف كانت الشخصيات تقوم بالتحدث فيما بينها والقيام بتصرفات ذات إيحاءات خيالية بطريقة واقعية كما تراسلت الوظائف السردية فيما بينها. ونلحظ كيف كان هنالك تداخلاً في الفترات التاريخية والحقب والأفاق الزمنية التي كانت فضاء زوجت بين التخييل والوهم مع الحقيقة، ومزجتها مع الواقعية السحرية، فكان لدينا خليط متجانس نكد لا نستطيع أن نفصل أثار الخيال عن حقائق الواقع والمنطق. وقد عملت البنية الخطية لدى الكاتب من خلال تنقلاته السريعة والمفاجئة من مسرح مشهدي إلى مسرح آخر ومن صداح إحدى الشخصيات إلى صوت آخر مما أكسب ذلك العمل صفه الالتباس. وإن دققنا النظر أكثر نلحظ كيف تنوعت الرموز الواقعية وتمثيلاتها السياسية أما من خلال الإيحاء أو الإشارة وكانت بعض الأحيان بطريقة واضحة وصورة مباشرة. ويمكننا القول أيضا أن لكل من التعامد والتداخل مع النسق التي قدمها المنهج الثقافي أمناً للسارد أن يقوم بخلق بناء متكامل لمدينة سحرية على هذه الرقعة المتاحة وعمل على صبغ الشخصيات فيها وتشكيل الأماكن مما أدى الابتعاد عن الأنماط المعتادة من خلق البيئات في باقي الأعمال الروائية، وفي الحقيقة لقد انتج لنا الأديب إبراهيم الكوني عالماً تشيع فيه الحكايات المختلفة حيث انه استطاع توظيف لكل شخص حكاية خاصه به يقوم بتحاور الشخصيات الأخرى بهذه الحكاية ومبادلتها حكاياتهم أيضاً في اطار هذا الفضاء الذي بناه والذي اطلقنا عليه العالم السردي. وقد كان للنّسف بدورها دور يجمع به بين المدلولات المتشابهة والمختلفة ضمن إطاره، وهذا الإطار يمكن أن يضم العديد من العناصر التي هي عنها هذه العناصر تتجلى في صفة واحدة كما ذكرنا سابقاً، وجئنا بالأمثلة، فهي تجمع بين الأمور الواقعيّة ذات البعد الحيوي، وبين الأمور ذات البعد الجامد، وكل من هذا وذاك حتى تشكل لنا صورة جديدة هي غير متوافقة والواقع كما لاحظنا في الرّوايات، لقد كان بإمكاننا أن نتقصى أيضاً عمليّة دمج الموجودات سواء أكانت الحيوية أم غيرها في كائن واحد، فكنّا نستطيع أن ندمج بين الإنسان وصفات الحيوان في تركيب أعاننا على توضيح أو شرح المكنونات التي يريد التعبير عنها إبراهيم الكوني. كما بينت الدراسة أنّ الزّمان والفضاء المكاني، قد ساهم في كشفنا لأبعاد هذه مكونات الخطاب من خلال  الالتجاء إلى الوظيفة الأيديولوجية التي عملت على توجيه الحركة السّرديّة لما ذكر ضمن الأعمال الروائيّة من مناحٍ ثقافيّة ودينيّة وسياسيّة، عملت على تنويع وتشكيل أبعاد هذا السّرد مما دفعنا لدراسة أنواع السّرد التي نشبت من جمرات الوظيفة الأيديولوجية، فعملنا على دراسة السّرد المتزامن والسّرد المتراكب والسّابق واللاحق وصولا بذلك إلى رحلة المتاهة والتّيه للفضاء المكاني، ، فعملنا على دراسة السّرد المتزامن والسّرد المتراكب والسّابق واللاحق الواقعي، إذ كانت الشخصيات تقوم بالتحدث فيما بينها والقيام بتصرفات ذات إيحاءات خيالية بطريقة واقعية كما تراسلت الوظائف السردية فيما بينها. مباشرةلع إليه وبشَّر به مستشرفا المدينة، وكان لكل بعد من هذه الأبعاد أو لكل فضاء رمز بحد ذاته يعكس لنا هذا الرمز جملة من الأساطير السحرية في نطاق زماني ومكاني واقعي. تعددت الشخصيات في السرد الروائي لا من حيث النوع والكم وإنما جاء التعدد لهذه الشخصيات في الشخص الواحد بعينه.

التنزيلات

منشور

2024-01-23

إصدار

القسم

Articles