تخطيط وعمارة المستوطنات والمساكن وسط وجنوب بلاد الرافدين القديمة حتى العصر البابلي القديم

المؤلفون

  • م. د. امير نجم عبد مرزة الربيعي

الملخص

شهدت بلاد الرافدين مسرحا حضاريا مازالت بعض خباياه واسراره غير مكتشفة ولم تطلها معاول المنقبين والاثاريين بعد , تركت نتائج التنقيبات العلمية معلومات وافره يمكن من خلالها الحديث والتوضيح

يتبين من نتائج التنقيبات ان بدايات المساكن الاولى في بلاد الرافدين كانت في المناطق الشمالية في الفترة المحصورة مابين العصرين الحجري القديم والحديث

وهي مستوطنات غير ثابتة سبقت مرحلة القرى والاستقرار السكاني الذي فرضته الزراعة والتدجين, فمن المعروف ان البدايات الاولى لهذه البيوتات اطلق عليها المستوطنات والتي بالمعنى الحرفي هي مأوى او ملاجئ اضطر انسان ذلك العصر اللجوء اليها لتحميه من مخاطر الطبيعة والحيوانات المفترسة , و تختلف عما نسميه بمستعمرات الصيد  فهي بالحقيقة بيوتات معمولة من اغصان واوراق الاشجار يبات فيها لغرض الصيد  مطاردا الحيوانات  بعيدا عن الكهوف , 

 ثم سكن افراد المجتمع في بيوت مصنوعة من اقرب المودة المتوفرة وسهلة المعالجة والتنظيم كالقصب والبردي والطين في جنوب بلاد الرافدين  يمكنه تركها وعمل اخرى  بسهوله عند انتقاله عبر مستنقعات واهوار الجنوب , كانت الاشكال الاولى في كلا المنطقتين الشمالية والجنوبية  تاخذ الشكل الدائري في تصميمها  فهي سهلة العمل اضافة الى وظيفتها الدفاعية الاكثر امانا من الشكل المضلع  , فهي قد يكون قد شيدت وفقا للظروف المناخية ومواد المتوفرة  

وان انتقال انسان ذلك العصر من الشمال بمحاذة الانهر واستقراره في اقصى جنوب بلاد الرافدين

بعد ان برزت حضارة العبيد في الاف الخامس ق.م  اقصى جنوب العراق حاليا متمثلة بمستوطنات بسيطة لاتتعدى عمارتها القصب والبردي والتي غطيت بالطين مرتا , و شيدت بالطين الخالص مرة اخرى ( الطوف ) مجتمعة  قرب المعبد , النواة الاولى ومركز القرية , كان سكان هذه التجمعات الاولى مكتفين ذاتيا ومساكنهم تلبي احتاجاتهم قبل الانفجار السكاني الذي تلى العبيد  والمعروف بعصر الوركاء في  الالف الرابع ق. م الذي غير تاريخ البشرية باكملها منذ ذلك الحين , حتى بدأت الوحدة السكانية تتطور وتتسع بفعل التطور الحضاري بجميع الاصعدة  واصبح من السهل التعرف على  البيوت وعناصرها المعمارية المستدامة وتميزها عن السكن والمأوى حتى اصبحت حضارة شاملة ظهرت بها التجمعات السكانية التي تحكمها المواد المتوفرة مع الخبرة الفنية التي طورت من العناصر والمعمارية  وطورت الوحدة البنائية  وقسمت القرى والمدن وفق تخطيط شوارع  رئيسية واخرى فرعية تختلف حسب الوضع الاقتصادي لكل مدينة .

التنزيلات

منشور

2024-06-15

إصدار

القسم

Articles