النزعةُ الاستشراقيّة في أدبياتِ الرحّالةِ البريطانيين في القرن التاسع عشر

المؤلفون

  • أ.م.د فارس عزيز حمودي

الكلمات المفتاحية:

رحالة، استشراق، ادب رحلات

الملخص

 غالباً ما كان الجهدُ الاستشراقي ينطوي على مستوياتٍ مختلفة، ولكلِّ مستوىً منهجٌ ووسيلة، ويعدُّ أدبُ الرحلات جهداً استشراقيّاً بامتياز؛ إذا نظرنا إليه بوصفه محاولةَ استكشافِ الشرق، والبحثَ فيما يتعلَّق به من أحوال. والاختلافُ بين الكتاباتِ الرِّحلية والاستشراقية تتمثّل في أنَّ الأخير ذو مسحة الأكاديمية؛ في حين يتغللُ الأدبُ الرحلي في مسامّ المجتمعات؛ معتمداً على المعايشة؛ وعلى وطريقة السرد؛ والنزعة الأدبية؛ والانطباع الذاتي.

  تقوم الدراسة على تحليل أنماطٍ من حمولاتِ الكتابات الرحلية البريطانية في القرن التاسع عشر، وتبيان أهمِّ السمات التي تجمعها، لاسيما تلك التي تثير إشكالاتٍ أخلاقية ومعرفية.

 وتأتي خصوصيةُ القرن التاسع عشر مِن كونه عصرَ الكشوفات والتمكّن الأوربي الذي صاحب الحركات الاستعمارية، وهو ذلك العصر الذي توسّع فيه الاستكشاف، والتغلغل في الشرق العربي.

والأدب الرحلي - حاله حال الاستشراق - قام على مسوغاتٍ ذكرها الرحالةُ والباحثون والناقدون لمنتجاتهم، وهي مسوغاتُ تحتاج بالفعلِ إلى مزيدٍ مِن العناية، وتقع ضِمن تحليل الخطاب وتفكيكه؛ بغية سبْرِ كنهَه مفرداته التي تأسّس عليها.

وتفكيك خطابِ الرّحالة ليس بالأمر الهين؛ نظراً لاختلافِ دوافعِهم وحمولاتهم الثقافية والأخلاقية، ولم يعُد الدافع الديني في تلك الفترة مِفتاح ذلك الخطاب؛ بل أصبحت التعقيداتُ الحضارية والتغيرات الثقافية والانتماءات السياسية عواملَ تحكم ذلك الخطاب.

 وخطابُ الرحالةِ غالباً ما يثير المتعةَ ويُشبع الفضولَ؛ دون أنْ يشعر القارئ الغربيُّ - فضلا عن القارئ الشرقي - أنه بصدد أفكارٍ مغلوطةٍ أو خيالية أصلاً. والقارئ الغربي كما الرحالة يبحث عمّا يتوافق وثقافته وذوقه وحاجته النفسية؛ ولا يدرك ثقلَ التبعاتِ التي تخلّفها هكذا نصوص على حقيقة الآخر وعلى صورته الحضارية.

وبالنتيجة فالجانب السلبي في كتابات الرحالة يُسهم في تشويه الحقيقة؛ ويعمل على إحداث الشُقةِ بين المجتمعات، لكن هذا الأدب لا يخلو مِن فوائدَ ومعلوماتٍ ثرية؛ ذات أثر ثقافي ومعرفي لا يُنكر، فضلاً عن بعده التواصلي وما يكتنفه من سرد مشوق ومتعة فنية.

التنزيلات

منشور

2024-06-15

إصدار

القسم

Articles