مكونات البنية السردية في رواية ترمي بشرر لعبده خال
الملخص
تعد البنیة السردیة من أهم قضایا التي اهتم بها النقاد ولها أهمیة بالغة؛ یعنی يجب البحث عن الأسس النظرية للسرديات المعاصرة في الشكلیات الروسیة وكذلك في وجهات النظر البنیوية لباحثين مثل دو سوسور. لذلك، دخلت السرديات كعلم مستقل إلى الساحة في النصف الثاني من القرن العشرين، وتمكن علماؤها مثل جیرار جینیت من بناء الأسس النظرية لعلم السرد الجديد من خلال توسیع آراء أسلافهم من اللغويين. ان لفنون الأدب العربي عناصر ومقومات يرتكز عليها، وفي مجموعها تشكل الفن والأثر، والرواية هي من الفنون التي يوجد فيها العديد من العناصر، والتي بدون هذا العناصر تفقد الرواية قيمتها، وقدرتها على إيصال الأفكار للقارئ، ومن هذه العناصر هي؛ کیفیة وجود الراوي والشخصية والمكان والزمن والحوار والحبكة والموضوع المضمون، النبرة و... وتعتبر الروایة من أهم الفنون النظریة الحدیثة والمعاصرة في الأدب العربي وخاصاً في مملکة العربیة السعودیة ساهمت في بناء العمل الفني. من أمثال هذه الروایات هي رواية " ترمي بشرر" للروائي السعودي عبده خال التي نالت في سنة 2010 م. بجائزة الرواية العالمية للبوكر. تناول الباحثان في هذا البحث التي ترتكز أسسه على عناصر السرد وتحليلها في الرواية "ترمي بشرر" من کاتب الشهیر عبده خال على المنهج التحليلي الوصفي الذي ساهم في تسهيل عملية البحث والدراسة في هذا الموضوع. وتبين لنا من خلال الدراسة والبحث بأن الکاتب عبده خال یتناول في هذا الروایة مشاكل الحياة في مجتمعه المملکة السعودیة ومواقف الشخصیات من الحیّ والقصر. تأويل عنوان الروایة هو تضمين للآية القرآنية رقم (32-33) من سورة المرسلات "إنّها تَرمي بِشرَرٍ كَالقَصرِ، كأنّه جِمالةٌ صُفْرٌ " ففيها إشارة لما ستحدثه الرواية من شرر يرمي بتوابعه لمؤسسة الحكم الدينية هناك، حيث التناقض بين الخطاب الرسمي لدولة تطبّق أحكام الشّريعة وبين ما يحدث خلف الأسوار من كل أنواع الفسوق والفجور. وإن الشــخصيات التي اختارهــا عبده خال في روایته تتراوح بين شــخصيات نامية ومسطحة أو بین شخصیات الأصلیة والثانویة واختــار الکاتب "القصر والحيّ" لشرح الأحداث من أماکن الرئیسیة ولهذا الاماکن دوراً رئیسیاً في تفعیل حرکة السرد وربط الأحداث بالشخصیات وبالزمن، ویستخدم في الحوار اللغة الفصحي وقلیلا العامية موجودة احیانا بین کلام الشخصیات، ليؤدي كل منهما رسالته التي تصوره الکاتب. إن الأحداث في هذه الرواية لوحات مرسومة علي شكل واقع الحياة والحبكة فيها حبكــة متصلة، ويوجد نوع من العلاقة بين حلقات الأحداث وكل ما هنالك أن ترابط الأحداث فيها يرجع إلي النتائج العامه. الرواية هي انعكاس لثروة الأثرياء الذين يسيطرون على الشعب الفقراء. ويمثل "السيد" صاحب القصر الأثرياء والرأسماليين الذين يأخذون الفقراء تحت سيطرتهم ويستغلونهم. وموقف آخر في هذه الرواية هو إهمال المرأة ودوس حقوقها، المرأة في هذه الرواية ليس لها حق وحقوق وحقوقها تنتهك واصبحت أداة في أيدي الرجال.