المفارقة الشعرية في شعر عبد الرزاق الربيعي
الملخص
يهدف هذا البحث إلى تسليط الضوء على قصيدة المفارقة في المنجز الشعري للشّاعر العراقي عبد الرزاق الربيعي ، من خلالِ رصد أبرز تجليّات الأسلوب في الخطاب الشعري لتحقيق أكبر قدر ممكن من التأسيس اللغوي في كسر المألوف الشعري ، كانت غايتها الأساسيّة الكشف عن أبرز المفارقات الشعرية الكامنة في النصّ ، وهي محطات استطاعت أن تكشف عن رؤية الشّاعر في الجوانب الجماليّة لنتاجهِ الشعري ، حيث استطاع أن ينفتح بنصّه الشعري على النسيج العام لخطابه الشعري بممارسةٍ نقدية تؤدي إلى الغايّة الجماليّة ، بما يتوفر في تلك النصوص الغنيّة من عناصر إبداع تحتوي على عنصر المفارقة ، وتجليّاتها في العمل الفنّي بوصفها ظاهرة شعرية جماليّة دلاليّة اعتمدت في المقامِ الأوّل على بنية ملفوظاته وأدائه المميّز ، فضلاً عن فاعليّة الشّاعر في توظيف المفارقة لارتباطها الوثيق بين البنى النصيّة والبنى الدلاليّة ، فشكّلت مصدراً من مصادر تكوين النصّ الشعري عنده أسهمت في تشكيل بنائه ومضامينه ، وهذه الظاهرة تجلّت لنا في الكشف عن فاعليّة الأداء الشعري داخل النصّ ؛ فلا يصبح النصّ الابداعي تعبيراً عن ظاهرةٍ فنيّةٍ ذاتية فحسب ، بلْ ترتقي بالشعر من خلالِ ارتقائها بذاتها ؛ ولعل هذه الدراسة أن تقف عند هذه الآلية الشعرية لدى أحد الشعراء المعاصرين وهو عبد الرزاق الربيعي من خلال مقاربة قصائده ؛ وإبراز تجليّات المفارقة في منجزهِ الشعري ؛ فأتتبع معالم تجسيد تلك المفارقات ومدى تبلورها في تجربة الشّاعر ونضجها الفني من خلال التطبيق والتقصّي في نصوصه الشعرية ، بلْ يتحوّل إلى تجربةٍ إنسانيّة تلعب دوراً مهمّاً في بناءِ العمارة الشعرية الفاعلة في القصيدة بأعلى طاقتها وكفاءتها ، ومدى انعكاسها على النصّ وتعميق بنائه .
وقد اعتمدت المنهج الوصفي التحليلي في دراسة تشكلات قصيدة المفارقة في شعر الربيعي ، وجاء البحث في مقدمةٍ تناولت الموضوع وأهميته ، ثم الحديث عن المفارقة الشعرية بما يناسب الصيغ الشعرية في التعبير والتشكيل ، تبع ذلك خاتمة بأهمّ النتائج الّتي توصل إليها البحث ، ثم ثبت بالمصادر والمراجع.
