نسق الإيهام النقدي: التبذير اللغوي في النقد الأدبي أنموذجاً نقد ثقافي

المؤلفون

  • أ.م. د. حسين علي جبار القاصد

الملخص

   من المتوقع ومن الطبيعي جداً أن نجد تبذيراً لغوياً لدى المبدع، شاعراً كان أم سارداً؛ وغالباً ما يطلب النقاد من مبدعي الأدب شيئا من الاقتصاد اللغوي؛ لكن أن يتحول النقد الأدبي إلى قطعة إنشائية مليئة بالخواطر والانطباعات الفورية، من دون رصانة أو وعي، فهذا أمر يستحق الوقوف عنده ومناقشته.

    لعل مقولة (إن الناقد شاعر فاشل) تجد نصيباً من التأكيد في بعض الكتابات النقدية؛ ذلك لأن بعض النقاد ليس لهم سوى التبذير اللغوي، ورصف المصطلحات الوافدة من الغرب، والإستشهاد بما قاله النقاد الغربيون، ليعزز من يدعي النقد دراسته بأسماء مشهورة ومصطلحات وكلام ملغز، أو حتى كلام سطحي، ثم يتكئ على شهرته التي منحتها له منابر المؤسسات الإعلامية، ليستغفل القراء ويسوّق أفكاره، أو أفكار المؤسسة الراعية له.

     وأقول: يسوّق أفكاره، حين يكون النقد لديه بدافع الشهرة، أما أفكار المؤسسة الراعية له، فقد تناول البحث النقاد الذين يعملون بأوامر سياسية وسلطوية ليوجهوا المنجز الأدبي توجيها سياسيا يتناغم مع خطاب السلطة، لكي يكون حديث الشارع هو حديث السلطة نفسه.

 تناول البحث تجارب نقدية، منها لأسماء نقدية كبيرة، منهم من جرب حظه مؤقتا ثم اندثر اسمه مع اندثار الحادثة أو الحقبة التي فرضت حضوره.

    وكان للبحث أن يناقش نسق الإيهام النقدي وعبثية التبذير اللغوي، ووقف، أيضاً، عند نقاد المسابقات، والنقد التجاري الارتجالي، وهو نقد انطباعي من دون أي منهج نقدي، غايته إرضاء الجهة الراعية، التي تنفق المال على الناقد المحكّم.

    وها أنا أضع ما اجتهدت في كتابته، وأظنها تجربة غير مسبوقة، ومنطقة لم يدخلها النقد الثقافي، فإن أصبت فبها ونعمت، وإن أخفقت فيكفيني شرف المحاولة.

التنزيلات

منشور

2024-01-23

إصدار

القسم

Articles