الأهمية الإقليمية والدولية للغاز الطبيعي في العراق (دراسة في الجغرافية السياسية)
الملخص
تعد الحتمية الجغرافية من أهم المحددات للسلوك السياسي للدولة فتفرض العوامل الطبيعية والبشرية والاقتصادية توجهات سياسية معينة فمثلاً لا يمكن أن ننكر أن سياسات البلدان النفطية تختلف عن سياسات البلدان الغير نفطية لما يمثل النفط من مصدر مهم من مصادر الطاقة إن لم يكن أساسي كون هناك تباين في توزيع مصادر الطاقة بين بلد واخر لذلك تذهب بعض البلدان لإتخاذ سياسات معينة لتلبية إحتياجات السكان من تلك الأماكن من مصادر الطاقة إذ تتحكم العوامل الجغرافية بتوجهات تلك الدول إذ تعد الموارد الإقتصادية الطبيعية من أهم تلك العوامل لاسيما النفط والغاز، وللأسف لا يزال العراق لا يدرك أهمية الغاز الطبيعي بإعتباره من المصادر الطبيعية الناضبة إذ يشير معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى أن الخسائر الناتجة عن إحراق الغاز الطبيعي في العراق ما قيمته 2.5مليار دولار سنوياً، ويحرق10 أضعاف الغاز الذي يستورده، كما ذكرت وزارة الكهرباء بأن 85% من محطات توليد الكهرباء في البلاد تعتمد على الغاز الطبيعي، يستورد العراق يومياً 40 مليون قدم مكعب.
بينما يحرق يومياُ 30 مليون ق.م/يومياً دون حساب إحراق الغاز الحر. وتشير وزارة النفط إلى أن كميات الغاز المصاحب المنتجة تصل إلى 2700 مليون قدم مكعب قياسي/يومياً كمية المستخدم منها 1500 مليون مقمق/يومياً. وبحسب شركة النفط الوطنية فإن قيمة الغاز المحروق للمدة (2015-2011) بلغت 15 مليار دولا وحسب تقرير قدمه "معهد الطاقة العالمي" عن الإحصاءات المتعلقة بتجارة الغاز الطبيعي في العالم، في جزء من التقرير السنوي الثاني والسبعين للمراجعة الإحصائية للطاقة العالمية، بلغت صادرات الجمهورية الإسلامية الإيرانية من الغاز الطبيعي، العام 2022، 18.9 مليار متر مكعب، تم تصدير 9.4 مليار متر مكعب منها إلى العراق يُشار إلى أن العراق كان ثاني أسوأ دولة في العالم من حيث حرق الغاز بعد روسيا في عام 2020؛ إذ حرق نحو 17.37 مليار متر مكعب، وفقًا للبنك الدولي
وسنتطرق في هذا البحث للأهمية الإقليمية والدولية للغاز الطبيعي في العراق وكيفية إستغلال هذه الموارد، وقسم البحث إلى مطلبان الاول الغاز الطبيعي (خصائصه وإستعمالاته) وأنواعه وتوزيعه جغرافياٌ, أما المطلب الثاني تطور إنتاج وإستهلاك الغاز الطبيعي وأهميته إقليمياً ودولياُ.